
صرح منسق منظمات المزارعين ومربي الماشية في إسبانيا ، أنّ بدء تصدّير الأغنام الحية الإسبانية إلى الجزائر ، هو نتيجة مفاوضات بين السلطات الإسبانية والجزائرية في إطار العلاقات الثنائية الآخذة في التصاعد ، و يقتصر الإتفاق على على تسويق المواشي التي تتراوح أعمارها بين 6 و24 شهرًا، والتي يتم شحنها على متن سفن ماشية مرخص لها وسيكون التصدّير حصرًا عبر الطرق البحرية، وفق معايير وشروط صحية متفق عليها.
وكشف أنطونيو بونزانو منسق منظمات ( COAG ) ، أنّ الموالين الإسبان تنفسوا الصعداء وذلك بعد حصول الإتفاق الإسباني - الجزائري على إستيراد المواشي الحية الإسبانية المخصصة لمناسبة عيد الأضحى في الجزائر المنتظر في بداية شهر جوان المقبل ، وهو ما أعطى دفعة معنوية “لقطاع يعاني منذ سنوات من الأزمة” ، مشيرا إلى أنّ فتح السوق الجزائرية أمام الخرفان الإسبانية ، " جاء في وقتٍ نحن بأمسّ الحاجة إليه " ، كما أنّه جاء لضخ دماء جديدة في العلاقات التجارية بين البَلدين. و قال أنطونيو بونزانو، " يكافح قطاع تربية الأغنام في إسبانيا منذ سنوات للحفاظ على استمرارية مزارعه في ظل تراجع الاستهلاك وانخفاض الأسعار ، ومن الواضح أنه " سنُبدي اهتمامًا بتلبية الطلب الجزائري" ، تعزّيزا لذات العلاقات الثنائية.
وبحسب وسائل الإعلام الإسبانية ، بدأت الجزائر تبدي اهتمامها بلحوم الضأن الأوروبية في عام 2024 وأنّها استحوذت العام الماضي على 11% من صادّرات لحوم الضأن الإسبانية، لتحتل المرتبة الثالثة من حيث الحجم ، بينما أصبح الآن شحن الأغنام الحية إلى الجزائر وهو ما يسمح لكثير من المُربين الإسبان بمواصلة العمل.
وذكرت " الوكالة الإسبانية أوروبا بريس" ، أنّ الجزائر سمحت بدخول الأغنام الإسبانية الحية لتلبية الطلب المتزايد خلال الشعيرة الدينية " عيد الأضحى " ، واصفة إياه بأهم الأعياد في التقويم الإسلامي، ويرتبط بعيد خاص في الجزائر ، وهو الحدث الذي يعكس الطاعة المطلقة والإيمان العميق بالله، وهو ما يُعدّ درساً عظيماً للمسلمين في الجزائر .
ومعلوم أنّ قرار الجزائر بإستيراد الأغنام لعيد الأضحى ، يرمي إلى تخفيف استهلاك السلالة المحلية من الأغنام، والتي شهدت في السنوات الأخيرة توجهًا نحو ذبح الإناث، مما يهدد تكاثر القطيع. ولقي قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ، إشادة واسعة بين المُربين في الجزائر ، كونه يسمح لهم بتجديد قطيعهم من الأغنام ومضاعفة أعداده ، بالتزامن مع نقص الطلب عليه، مما يسمح بالحفاظ على السلالة وتحسين الإنتاجية.