
أبدت وزارة التجارة في مقاطعة شنشي (Shaanxi) إحدى أبرز المقاطعات الصينية في مجالات الصناعة ، الطاقة والتكنولوجيا ، مطلق اهتمامها بولوج السوق الجزائرية ، رغبة واضحة في تعميق العلاقات الإقتصادية المتنامية بين الصين و الجزائر ، خاصة أنّ مقاطعة شنشي تُؤدي دورًا استراتيجيًا في مبادرة الحزام والطريق بفضل موقعها الجغرافي الحيوي ونسيجها الصناعي المتنوع.
وأشادت مسؤولة وفد وزارة التجارة في ذات المدينة الصينية ، بفرص الإستثمار في الجزائر و التحفيزّات الجبائية والتسهيلات الإدارية التي أقرتها الجزائر لنمو الإستثمارات الأجنبية الكبرى وكذا سهولة إقتحام أسواق إفريقيا عبر الجزائر .
وناقش الوفد الصيني المشكل من رجال أعمال و مستثمرين ومسؤولين عن وزارة التجارة في إجتماع عمل في الجزائر العاصمة برئيس المركز العربي الإفريقي للإستثمار و التطوير " caaid " أمين بوطالبي بحضور مُتعاملين إقتصاديين جزائريين وممثل معرض التجارة البينية الإفريقية " IATF " ، إضافة إلى حضور الملحق التجاري والإقتصادي بسفارة الصين في الجزائر، فرص الإستثمار في الجزائر في مجالات متعدّدة أبرزها البناء والأشغال العمومية ، الزراعة ، الصناعة الدوائية ، المواد البترولية و الكيميائة ، السياحة والفندقة ، الطاقة ومصانع إنتاج الكهرباء والطاقات المتجددة ، إلى جانب تناول ملف الإستثمار في التكنولوجيا و تكنولوجيا المعلومات .
وأبرز رئيس المركز العربي الإفريقي للإستثمار و التطوير أمين بوطالبي ، الترسانة القانونية الجديدة التي أوجدتها الدولة لتطوير الإستثمار في قطاعات إستراتيجية ، مشيرا إلى أنّ هناك منصة رقمية وضعتها الوكالة الجزائرية لترقية الإستثمار ، من شأنه أن تُساعد الشركات الصينية في التعرف على الفرص والإجراءات بكل شفافية وسهولة.
والتزم رئيس المركز بمرافقة المُستثمرين والمتعاملين الإقتصاديين الراغبين في دخول السوق الجزائرية أو الإفريقية، خاصة في ظل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (زليكاف ) التي تفتح آفاقًا جديدة أمام التجارة و الإستثمار ، داعيًا الوفد الصيني إلى المشاركة بقوة في ملتقى إفريقيا للإستثمار والتجارة AFIC11 المُقرر تنظيمه في الجزائر.
الصين.. شريك حقيقي
وتُعد رغبة الوفد الصيني عن مقاطعة شنشي في ولوج أسواق الجزائر ، خطوة إضافية في مسار تفعيل جسور التعاون الإقتصادي بين الجزائر والصين، ودعم التكامل مع إفريقيا. كما تأتي ذات الزيارة إلى الجزائر ، موازاة منتدى الإستثمار الجزائري الصيني المُقرر غدا الثلاثاء 15 أبريل في الجزائر ، الذي سيشكل محطة مفصلية للانتقال بالشراكة بين البَلدين إلى مرحلة جديدة أكثر تتخطى القطاعات الكلاسيكية ، في ظل مساعي الجزائر بتنويع اقتصادها وخلق الثروة ومناصب الشغل.
وسيركز المنتدى على القطاعات الإستراتيجية الناشئة ، من ضمن المجالات المستهدفة ، الذكاء الاصطناعي والروبوتات والزراعة الذكية. و معلوم أنّ قيمة المُبادلات التجارية بين الجزائر و الصين ، تجاوزت في سنة 2023 ، حدود 10 مليارات دولار ، وهو ما يؤكد مكانة بكين كشريك تجاري رئيسي للجزائر.