
أثار توظيف شركة ميتا لعدد كبير من جنود الاحتلال الإسرائيليين السابقين تساؤلات خطيرة حول التزام عملاق التكنولوجيا بحرية التعبير – في ظل حصار الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
وقد كشف تقرير صحفي نًشر عبر صحيفة The Grayzone الإستقصائية، عن توظيف شركة "ميتا" – المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب – لأكثر من مئة موظف سابق في الجيش والمخابرات الإسرائيلية، بما في ذلك أفراد خدموا في وحدة التجسس الشهيرة "الوحدة 8200"، وأشخاص يُحتمل تورطهم في جرائم حرب ضد الفلسطينيين.
من بين هؤلاء، شيرًا أندرسون، محامية أميركية ترأس سياسة الذكاء الاصطناعي في ميتا، وقد تطوّعت سابقًا للخدمة في الجيش الإسرائيلي ضمن برنامج يسمح لليهود غير الإسرائيليين بالانضمام للجيش. حيث كانت مسؤولة عن كتابة تقارير دعائية للجيش وعملت كحلقة وصل مع الصليب الأحمر والملحقين العسكريين.
وحسب ذات المصدر، فإن معظم الموظفين المرتبطين بجيش الاحتلال الإسرائيلي داخل ميتا يعملون في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن الرقمي – وهي نفس المجالات التي تستخدمها إسرائيل في مراقبة الفلسطينيين، حسب تقارير حقوقية، لتسهيل الإبادة الجماعية الجارية في غزة.
للإشارة، يذكر أن محاكم أوروبية بدأت تحقيقات مع متطوعين غير إسرائيليين خدموا في جيش الاحتلال عبر نفس البرنامج الذي انضمت من خلاله أندرسون، بتهم تتعلق بجرائم حرب.
هذا وقد أثار التقرير تساؤلات جدية حول علاقة ميتا بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، خاصةً في ظل حملات القمع الرقمية الأخيرة ضد المحتوى الداعم لفلسطين، والتعاون المعلن مع شركات أسلحة أميركية مثل "لوكهيد مارتن" و"بالانتير".
في ظل هذا التغلغل العسكري داخل شركات التكنولوجيا الكبرى، حذّر التقرير من أن أدوات الذكاء الاصطناعي، التي كانت تُستخدم سابقًا لاستهداف الفلسطينيين، قد يتم توجيهها الآن إلى المجتمعات المعارضة في الولايات المتحدة والعالم.