نتائج كارثية في نهاية الفصل الأول بكل الأطوار

إصلاحات المنظومة التربوية تنسف مستقبل التلاميذ والأسرة التربوية

تعبيرية
تعبيرية

10حالات انتحار سنويا بسبب تدني النتائج المدرسية 

 

كشفت النتائج الكارثية للتلاميذ في كل الأطوار التعليمية خلال نهاية الفصل الأول، عن فشل ذريع لإصلاحات المنظومة التربوية أو ما يسمى بالجيل الثاني أو إعادة كتابة المناهج، والتي كشفت حقيقة عن وجود هوة سحيقة بين التلميذ “المتعلم” والأستاذ “المعلم”، تسببت في نتائج كارثية كانت منتظرة من قبل أعضاء الجماعة التربوية، التي نددت بإصلاحات الجيل الثاني.

 وطالبت في كذا مرة بعدم تطبيقها في بلادنا، وهو نفس مطلب نقابات التربية مجتمعة، والتي سبق وأن طالبت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، بالتريث في تطبيق هذه الإصلاحات وعدم التسرع، غير أن وزارة التربية الوطنية مضت في تطبيق هذه الإصلاحات بطريقة عشوائية وغير مدروسة،، مما تسبب في تدني مستوى التلاميذ بشكل رهيب وتسبب في نتائج أقل ما يقال عنها إنها كارثية، بالرغم من أن وزارة التربوية صرحت عشية الشروع في تطبيق هذه الإصلاحات أن الأمر لا يتعلق في الحقيقة بالنقل الآلي لنماذج أثبتت نجاعتها في بلاد عديدة، بل يلتزم بالعمل على التجذّر المجتمعي، وفق خطوات حقيقية إدارية وبيداغوجية من بيئة مؤسّساتية، وربط نظام الأهداف بالوسائل التي تمكّن من تحقيقها بفضل الاقتباس من العناصر التقليدية، والموروث المعرفي الوطني، وعالمية المعارف.

هذا، ووضعت اللجنة الوطنية للمناهج منذ بداية سنة 2015، مخطّطا وطنيا للتكوين على ثلاث مراحل موجّها للمفتّشين المكلّفين بتبليغ هذه المضامين التكوينية على مستوى مقاطعات الوطن، وكان الهدف النهائي من ذلك هو أن يستفيد ويزود كلّ المدرّسين والإداريين المعنيّين بمقاصد التحوير البيداغوجي للتكوين قبل الدخول المدرسي في سبتمبر2016، ومنحت الأولوية أنذاك لمدرّسي الطور الأوّل الابتدائي (السنة 1 والسنة 2)، و كذا الطور الأوّل المتوسّط (السنة الأولى) ورؤساء المؤسّسات الابتدائية والمتوسّطة، غير أن ذلك لم يقدم الجديد للمعلمين والأساتذة في الميدان، لأن العمليات التكوينية لم ترق إلى المستوى المطلوب، بسبب التسرع في تنظيمها.

 وبسبب إشراف أساتذة جامعيين بعيدين كل البعد عن حقيقة ما يجري في المؤسسات التربوية العمومية، وبسبب نقص الوسائل والإمكانيات، كما أن الكتب المدرسية التي صرفت عليها الوزارة ملايير السنتيمات جاءت بعيدة جدا عن تطلعات الأسرة التربوية أساتذة وتلاميذ، وجاءت مملوءة بالأخطاء منها المطبعية ومنها العلمية ومنها البيداغوجية، كما أن طريقة تقديم وإعداد الأنشطة لم تكن منظمة وشتت عقول الأساتذة والتلاميذ على حد سواء، وكانت محل انتقادات واسعة من قبل أعضاء الجماعة التربوية عامة، فضلا عن وجود قواعد وتعريفات فيها الكثير من الخلل والأخطاء، وهو ما ورط الأساتذة وخاصة منهم الجدد الذين قدموا إلى القطاع دون تكوين يذكر، وعلى رأسهم القادمين من القوائم الاحتياطية، حيث أن نتائج امتحانات التقويم المستمر والامتحانات الرسمية الكارثية عكست حقيقة فشل الإصلاحات وسببت عقدة للتلاميذ في مختلف الأطوار، ووضعت الأولياء في حيرة من أمرهم.

والغريب في الأمر أن بعض مؤسسات التعليم الابتدائي التي وحدت على مستوى المقاطعات التربوية لم يحصل فيها ولا تلميذ واحد على معدل 5 من 10، كما أن نسب النجاح في أطوار التعليم جاءت دون المستوى المطلوب مما يدعو حقيقة إلى إعادة النظر في هذه الإصلاحات التي قد تحدث كارثة حقيقية في المستقبل رغم إجراءات الترقيع التي تحدث من حين لآخر، وآخرها إلغاء الفروض بالنسبة لمستوى التعليم الابتدائي، ومحاولة تقنين أساليب التقويم في جميع المستويات.

هذا، وكانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، ومختصون في الصحة العمومية، قد كشفوا في تقاريرهم، أن الجزائر تحصي في السنوات الأخيرة أكثر من 100حالة انتحار خلال الـ 08 سنوات الأخيرة، أي بمعدل 10حالات انتحار سنويا بسبب تدني النتائج المدرسية، والحصول على نتائج لاترقى إلى تطلعات الأولياء، وهذا جراء الضغط العائلي الكبير، ولجوء بعض العائلات إلى العقاب الشديد لمعالجة ظاهرة الرسوب والحصول على نتائج دراسية ضعيفة، كما دعت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان جميع الفاعلين في قطاع التربية الوطنية لإجراء دراسة معمقة حول الظاهرة التي تنامت أكثر خلال سنوات الإصلاحات، وهذا لمعالجة أسباب الظاهرة ومحاولة إيجاد الحلول لها. هذا، وأصبحت الظاهرة خلال هذه السنوات تشكل هاجسا كبير لدى العائلات الجزائرية، حيث تم تسجيل حالات انتحار أومحاولات انتحار في العديد من الولايات، على غرار قسنطينة، سكيكدة، ميلة، أم البواقي، المدية، بومرداس والعاصمة، كما أن الهروب من المنزل بات خيارا مطروحا لدى الكثير من التلاميذ، فمنهم من يعود أدراجه بعد أيام، ومنهم من يغيب إلى الأبد.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعدية عبر عدة ولايات من الوطن

  2. الفريق أول السعيد شنقريحة ينصب قائد الدرك الوطني الجديد

  3. ميناء الجزائر يستعد لاستقبال أول باخرة محملة بأضاحي العيد

  4. وزارة الدفاع الوطني.. إجلاء صحي عاجل لثلاثة مسافرين بريطانيين في عرض البحر

  5. حل قضية الصحراء الغربية.. هذا ما قاله مستشار ترامب

  6. الرابطة المحترفة الأولى.. نتائج مباريات الجولة الـ 23 والترتيب المؤقت

  7. تذكير هام من الديوان الوطني للحج والعمرة حول موسم الحج 2025

  8. الجزائر تُسجّل مخطوطة طبية نادرة في سجل ذاكرة العالم لليونسكو

  9. توقيع اتفاقيات بين 21 مؤسسة جامعية وبحثية

  10. وزير البريد:إنجاز 136 محطة جديدة لتحسين جودة تغطية شبكة الهاتف النقال