فارس عقاقني_ أكد وزير الخارجية، أحمد عطاف، اليوم الأحد من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أن النظام الدولي القائم منذ ثمانية عقود يمر بمرحلة حرجة من الطعن والتقويض، مشيراً إلى أن القانون الدولي يعاني من التهميش والانتهاك، في ظل عالم يتسم بالاضطرابات المتسارعة وتراجع دور المؤسسات الدولية.
جاءت تصريحات الوزير خلال ترؤسه مناصفة مع نظيره الإثيوبي، جيديون تيموثيوس، أشغال الدورة الخامسة للجنة المشتركة الجزائرية-الإثيوبية، حيث استعرض عطاف التحديات العالمية الراهنة، وسلّط الضوء على الأزمات التي تعاني منها القارة الإفريقية، مؤكداً على ضرورة تعزيز التعاون بين الجزائر وإثيوبيا لمواجهة هذه التحديات.
وأوضح الوزير أن العلاقات الجزائرية-الإثيوبية "قوية ونموذجية"، وتستند إلى مبادئ الوحدة الإفريقية والتكامل الاقتصادي، مشدداً على أن البلدين يشتركان في رؤية مستقبلية موحدة على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف، وهو ما انعكس على مسارات التعاون والدعم المتبادل داخل المحافل الإفريقية والدولية.
وفي سياق تأكيده على متانة العلاقات بين البلدين، جدد عطاف التزام الجزائر بإعلان الشراكة الاستراتيجية الموقع بين الجانبين في جوان 2013، معرباً عن ارتياحه للتطور الملحوظ في العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة، من خلال الزيارات رفيعة المستوى والتنسيق المستمر بين قائدي البلدين، الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس الوزراء أبي أحمد.
ودعا عطاف إلى البناء على هذه الديناميكية الجديدة من أجل ترجمة الشراكة الاستراتيجية إلى مشاريع ملموسة، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، مشيراً إلى أن الإمكانات الكبيرة للتعاون تشمل قطاعات الصناعة الصيدلانية، الفلاحة، الطاقة، المناجم، النقل الجوي، المؤسسات الناشئة، والتعليم والتكوين المهني.
وشدد الوزير على ضرورة توفير الأطر القانونية والمؤسساتية الملائمة لتشجيع التبادل الاقتصادي والتجاري، مشيراً إلى أهمية تفعيل مجلس الأعمال المشترك وتنظيم منتديات اقتصادية لتعزيز التواصل بين رجال الأعمال من البلدين.
وعلى الصعيد الدولي، عبّر عطاف عن قلقه من تزايد النزاعات وتراجع قيم الحوار والدبلوماسية، محذراً من أن الشعوب الأضعف، وعلى رأسها شعوب القارة الإفريقية، هي الأكثر تضرراً من هذه التغيرات. وخصّ بالذكر القضية الفلسطينية، حيث استنكر حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وكذلك الوضع في الصحراء الغربية، الذي وصفه بالمأساوي نتيجة جمود المسار السياسي ومحاولات التنصل من حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وفي ختام كلمته، شدد عطاف على أن الجزائر وإثيوبيا مدعوتان للعب دور أكبر في الدفاع عن قضايا القارة، مؤكداً على أهمية مضاعفة الجهود من أجل بناء شراكة إفريقية قوية وموحدة، قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
