
تشهد عملية إعداد القوائم الانتخابية للعاصمة، صراعا كبيرا بين مختلف الراغبين في الترشح، لاسيما أن ترتيب واختيار المرشحين لا يخضع فقط إلى سلطة رؤساء الأحزاب، حيث يواجه حزب الأفلان منافسة شرسة بين مختلف الأسماء المطروحة للترشح، حسبما كشفت عنه مصادر مطلعة.
ويواجه الأفلان صعوبة في إعداد قائمة المترشحين بالعاصمة بالنظر إلى حساسيتها وتموقع المسؤولين فيها، حيث تعرف منافسة حادة بين مختلف الشخصيات والمسؤولين منهم في المجلس الولائي وكذا رجال أعمال ومسؤولين معروفين، حيث ذكرت المصادر أن ترتيب المترشحين لن يخضع فقط لإرادة قيادة الحزب، بل هو مرتبط برغبة رئاسة الجمهورية أيضا وكان جمال ولد عباس قد أبقى العاصمة رفقة ولاية بومرداس والبليدة تحت إشرافه الخاص، وأشار نفس المصدر إلى أن قائمة العاصمة سيحسم فيها خلال اللحظات الأخيرة التي تسبق انتهاء المهلة القانونية المحددة من أجل إيداع ملفات الترشح، غير أن هناك معطيات تشير إلى أن اختيار مرشحي العاصمة سيخضع لدراسة دقيقة وتمنح فرصة ترتيب المترشحين لرئاسة الجمهورية.
من جهة أخرى، يبدي وزراء في حكومة سلال رغبتهم في الترشح والدخول في سباق الانتخابات التشريعية المقبلة، ويبحثون عن تصدر قوائم الحزب، في حين فضل أغلبهم الترشح في ولايات غير ولايتهم الأصلية حسب ما تسرب من محيط أغلبية الوزراء المعنيين بالانتخابات التشريعية المقبلة. ويأتي ترشيح الوزراء في الانتخابات المقبلة لتأكيد تمثيل الأفلان كصاحب أغلبية في الحكومة تماشيا مع مراجعة المنظومتين الدستورية والقانونية وسيكون الوزراء ملزمين أخلاقيا بتقديم استقالتهم من الحكومة ووفق ما تقتضيه الأعراف السياسية المعمول بها، على أن يسند تسيير قطاعاتهم لوزراء آخرين ممن لم يتقدموا للانتخابات، وذلك حرصا من رئيس الجمهورية على أن يتخلى الوزراء المترشحون عن حقائبهم الوزارية تفاديا لأي مساس بالعملية الانتخابية في ظل مزاولة الوزراء لمهامهم التي قد تستغلها أطراف المعارضة للطعن في مصداقية هذه الانتخابات، وهو ما ستشهده الحكومة في الأيام القادمة، حيث ستسند أغلب القطاعات الوزارية لغير المترشحين لتسييرها.