
تمضي العلاقات الجزائرية الإسبانية في طريقها نحو دفعة جديدة ، أمام رغبة واضحة لحكومتي البَلدين في تطوير التعاون الإقتصادي و التجاري وتعزّيز عمليات التصدّير و الإستيراد من إسبانيا وإليها.
في هذا الإطار ، بحثت وزارة الفلاحة والصيد البحري والأغذية في مدريد ، في إجتماع هام مع وفد عن منظمة " أساجا إكستريمادورا " أو ما يُعرف بــ “Apag Extremadura Asaja” ، التي تضم قرابة 5 آلاف مزارع و مربي ماشية في منطقة “إكستريمادورا” ، الترتيبات اللازمة ، التي تسبق إبرام عقد جديد مع الحكومة الجزائرية ، لتسهيل تصدّير الأغنام الإسبانية إلى الجزائر بهدف تحسين وتوسيع الإتفاقيات التجارية مع هذا البلد الرائد في شمال إفريقيا وتوفير فرص جديدة للمنتجين .
وجاء الإجتماع ، بحسب ما كشفت عنه وسائل الإعلام الإسبانية ، نزولا عن طلب منظمة " أساجا إكستريمادورا "، التي طالبت وزارة الفلاحة والصيد البحري والأغذية في مدريد بالتدخل من أجل توسّيع آفاق تصدّير المواشي إلى الجزائر ضمانا لاستمرارية القطاع وتعزّيز تنافسيته على المستوى الدولي، وذلك أمام رغبة الحكومة الجزائرية في إستيراد جزء هام من حصة مليون رأس غنم، تحسبا لعيد الأضحى ، من أجل الحفاظ على الثروة الحيوانية في البلاد وحماية القطيع الوطني .
وذكرت مواقع إعلامية إسبانية عِدّة ، أنّه تمّ تدارس كامل النقاط التي تسبق هذا التوقيع بين حكومتي البَلدين ، خاصة تسريع الإجراءات اللازمة للحصول على شهادة (ASE)، التي تعدّ شرطا أساسيا لتسويق الأغنام الإسبانية في الجزائر ، في عودة دفء العلاقات التجارية بين إسبانيا و الجزائر ، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ " الجزائر باعتبارها الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط " ، تُعدّ الوجهة الأولى لإسبانيا و دول الإتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالطاقة، إلى جانب توفرها على المزايا التي يبحث عنها الإتحاد في تعاملاته".
و أبرز الوزير الإسباني لويس ألفريدو فراتي ، أنّ ترتيبات على أتمّ الجهوزية لتسويق الأغنام إلى الجزائر ، في انتظار إستكمال الإجراءات مع الطرف الجزائري، التي تسمح بتصدّير المواشي الإسبانية إلى أهم الأسواق التقليدية في إفريقيا.
وجاءت تحركات الأوساط المهنية في إسبانيا ، نقلا عن موقع " La razón " ، بعد إعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ، خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم 10 مارس الماضي ، عن استيراد جزء من أضاحي العيد من إسبانيا وذلك من أصل مليون رأس غنم .
وتُعدّ إسبانيا ، المُورّد الأول للحوم الحمراء إلى الجزائر، إذ تستحوِذ على 85% من إجمالي الكميات المُستوردة، بحكم توافق مناخها مع المناخ الجزائري، وقُربها الجغرافي، الذي يسهّل عمليات التوريد بكميات أكبر ، إضافة إلى امتلاكها لإنتاج وفير من رؤوس الماشية، كما توفّر إسبانيا خيارات سلالات عديدة ، وهو ما يمنح أيضا خيارات أسعار متنوعة ، فنجد أجودها سلالة "لورديز" وأقلها "ميرينوس".
ومعلوم أنّ ، مجال استيراد اللّحوم ، صار يُوفّر خيارات متنوعة للمُتعاملين الإقتصاديين الجزائريين، حيث يُمكنهم الإستفادة من تنوع مصادر اللّحوم، بحكم اتفاقيات الجزائر التجارية مع عدّد من الدول، ممّا يُعزّز المنافسة ويمنح السوق المحلي فرصة لتلبية احتياجاته بأسعار متفاوتة وجودة متنوعة.