
صدر مؤخرا بفرنسا للكاتب الجزائري المغترب أحمد بويردان، مؤلف تاريخي جديد، عن مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر ومراحل هامة من المقاومة أثناء فترة الاحتلال الفرنسي خلال القرن الـ19. وصدر المؤلف الذي يحمل عنوان "بونابرت الصحراء" عن منشورات "فانديميار" الفرنسية.
ويضاف هذا الإصدار إلى قائمة الإصدارات و الروايات التاريخية التي جاءت لتوثق لمراحل هامة من مسيرة نضال الأمير عبد القادر. ويتطرق الكاتب إلى حياة الأمير عبد القادر بنوع من التفصيل، معتمدا على كم من الأرشيف والوثائق الهامة التي تنشر لأول مرة جمعها من مكتبات خاصة ومؤسسات رسمية فرنسية، بالإضافة إلى استفادة من اشتغالاته السابقة على الرسائل والمخطوطات.
قال مؤلف الكتاب أحمد بويردان إن هذه الشخصية البارزة في تاريخ الجزائر المعاصر ما زالت تشكل موضوع أبحاث جامعية في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. وإن هذا الأخير "يمكن أن يشكل نموذجا بالنسبة للجزائر وفرنسا وأبعد من ذلك"، مذكرا بأنه تمكن من "المرور من المحلي إلى العالمي".
من جهة أخرى، كثيرة هي استعدادات زعيم المقاومة الجزائرية للاستعمار الفرنسي خلال القرن التاسع عشر؛ الأمير عبد القادر، من روايات ودراسات تاريخية وأعمال سينمائية، كانت كثيراً ما تضيء شخصية تاريخية تقاطع داخل سيرة حياتها صدامُ ثقافتين، وعلى مستويات مختلفة، من الحرب الشرسة إلى شكل حوار بين صديقين.
كما تُظهر قراءات كثيرة حول علاقته بالإمبراطور نابليون الثالث. لكن كتاب "نابليون الصحراء" لن ينغلق على هذا البعد، فهو وإن دقّق في وقائع السنوات التي قاد فيها الأمير عبد القادر مقاومة شعبية ضد المستعمِر، سيواصل سرده في سنوات الأسر في قصر "فال دو لوار" وهناك يبرز حياة ثانية بعناصر جديدة تبدو مثل وجه ثان من العُملة نفسها.