هذه قصة المتيمة بـــ ”حب” قيّم مسجد القدس في حيدرة

بعد 12 سنة من ”الجنون” تنتهي رحلتها في مستشفى فرانس فانون

تعبيرية
تعبيرية

افترشت الكتب قبالة المسجد وحفظت سورا قرآنية لتستميله ثم توجهت لخطبته وبيدها وردتان

 

"ومن الحب ما قتل” هي مقولة ظلت تهدد حياة قيّم مسجد القدس بحيدرة في العاصمة، بعد مضايقات لاحقته من مختلة عقليا تنحدر من ولاية بجاية على مدار 12 عاما، ظلت خلالها الفتاة القبائلية تفصح له عن ولعها بشخصه وحبها الشديد له دون أن تكل أو تمل، وكانت تعرب له عن مشاعرها وتعرض عليه الزواج أمام الملأ دون أن تضع شكاويه المتكررة والأحكام القضائية الصادرة ضدها حدا لعشقها الذي قادها في نهاية المطاف إلى إحدى غرف المؤسسة الإستشفائية المختصة في الأمراض العقلية ”فرانس فانون” بالبليدة.   

وبدأت معاناة قيم مسجد القدس بحيدرة في غضون عام 2006، حين تفاجأ بتصرفات فتاة غريبة تجاهه ظلت تلاحقه وتعرب له عن مشاعرها القلبية تجاهه، ولأنها تمادت في أفعالها كان في كل مرة يلجأ إلى مصالح الأمن والقضاء لوضع حد لتصرفاتها، ما استلزم إحالتها على المحاكمة وصدرت ضدها عدة أحكام قضائية قضت غالبيتها بوضعها في مصحة للأمراض العقلية ومنها منعها من دخول إقليم الجزائر العاصمة، لكن ”عشقها وهيامها” بقيم مجسد القدس كان أهون على ابنة دشرة أمالو بولاية بجاية من ذلك، حين عزمت أن تتقدم لخطبة عشيقها، ولاحقته مؤخرا إلى أن عرفت محل إقامته، فاقتنت وردتان وتوجهت بهما عقب صلاة الجمعة إلى مسكن قيم المسجد، إلى حين بلوغها العمارة وعند تأكدها من رقم بيته طرقته وبيدها وردتان، قبل أن تجد نفسها محل ضبط وإيقاف من قبل مصالح الأمن التي سارع القيم للاتصال بها، لتحال ”مليكة الولهانة” على نيابة محكمة بئر مراد رايس وتنسب لها جنح اقترنت بالمضايقات، الإغراء العلني، والتسول مع ظرف العود والسب والتهديد ليأمر بإيداعها رهن المؤسسة العقابية بالحراش، ومن ثمة جرت محاكمتها وفقا للقانون.

غير أنها راحت تضع نفسها في محل الضحية التي انصاعت لمشاعرها فهجرت بيتها العائلي تعلقا بحب القيّم، لتحط رحالها قبالته بمسجد حيدرة وتتخذ من الكتب فراشا تنام عليه في قارعة الطريق بمحاذاة مسجد القدس حتى تكون على مقربة منه، وظلت تواظب على حفظ  بعض السور القرآنية حتى تظهر لمحبوبها أنها ”إنسانة تقية” ويقبل الزواج منها، غير أنه خالف توقعاتها بالرفض وهو ما لم تستسغه وانهارت خلال أطوار محاكمتها وهي تردد أن ”الله خلق آدم لحواء” و«خلق مليكة لعزيز”، ما يعني أنها خلقت لتكون لقيّم المسجد الذي ظلت وستبقى تنتظر رده بقبول الزواج منها، بعدما ضاعت منهما سنوات طويلة كان من المفروض أن يقضيانها معا في عبادة الله وأداء مناسك الحج والعمرة”، على حد تعبيرها.

في وقت أعرب فيه قيم المسجد عن معاناته من تصرفات المتهم التي حولت حياته إلى ”معيشة ضنكة” لم يقو أحد من الخلق على معايشتها، ملتمسا من العدالة أن تجد حلا يضع حدا لملاحقة المتهمة له، وعلى إثر ذلك تم عرض العاشقة الولهانة على طبيب مختص في الأمراض العقلية وخلص تقريره إلى أن المتهمة غير سوية عقليا، ليلتمس على إثرها ممثل الحق العام إيداعه رهن مؤسسة استشفائية للأمراض العقلية، وهو ما آل إليه قرار المحكمة من خلال اعتماد تقرير الخبير العقلي، حيث نالت براءتها من التهم الموجهة إليها، باستثناء تهمة الإغراء، غير أنها أعفيت من العقاب بعد الإقرار بوضعها في مصحة ”فرانس فانون” بالبليدة إلى غاية امتثالها للشفاء، وسط ذهول المتهمة التي انفجرت باكية ملتمسة إرجاعها إلى أهلها وصارخة أنه ”من غير المعقول أن يقودها حبها لمصحة المجانين”، ليسدل الستار عن حلقة من حلقات متيمة قيم المسجد.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعدية عبر 11 ولاية

  2. منع دخول السيارات الجديدة والأقل من 3 سنوات في إطار الاستيراد عبر مينائي العاصمة و وهران خلال موسم إصطياف 2025 ضمانا لاستقبال أمثل للجالية

  3. كشمير.. تبادل لإطلاق النار بين الهند وباكستان

  4. مقتل مصلّ داخل مسجد بفرنسا .. الجامع الكبير بباريس يُندد ويطالب بالحقيقة

  5. الموافقة على تعيين سفير الجزائر الجديد لدى جمهورية غينيا

  6. الدرك الوطني بالوادي يوقف 03 أشخاص ويحجز كميات معتبرة من مختلف السلع والمواد المهربة.

  7. 6 قتلى بتحطم طائرة للشرطة في تايلاند

  8. نمور و4 جمبازيين يشاركون في مونديال الجمباز بالقاهرة

  9. وليد صادي يشارك في أول اجتماع للجنة التنفيذية للكاف بأكرا