رسالة إلى الجزائري الذي قام برمي أخيه الجزائري في مياه الصرف الصحي ، في قسنطينة ، في يوم الجمعة ، بعد مباراة الكأس بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر على ملعب حملاوي:"عندما تقابل الله تعالى يوم القيامة ، ويسألك لماذا رميت أخاك في المياه القذرة، كيف ستجيبه ، هل ستقول له أنا أحب الـcsc أو jsk أو mca أو mco أو crb..؟".
هذا ما جاء في تعليق أحد المتابعين على مقطع الفيديو الذي أظهر اعتداء مناصرين لفريق شباب قسنطينة على مناصر مولودية الجزائر الذي تنقّل لمشاهدة مباراة فريقه أمام شبيبة القبائل بملعب حملاوي في قسنطينة ، لحساب الدور نصف النهائي من كأس الجزائر ، أمس الجمعة ، والذي انتهى بفوز الشبيبة بضربات الترجيح ، وخسارة القيم والأخلاق الرياضية بضربات فئة من المناصرين لا تمتّ ممارساتها بصلة للدين ولا للوطنية ولا للرياضة.
مقطع الفيديو المؤسف الذي تناقلته صفحات ووسائل إعلام ، يظهر قيام بعض مناصري شباب قسنطينة ، متصدر ترتيب البطولة الوطنية ، بالاعتداء على مناصر لمولودية الجزائر ، الملاحق الأول بفارق 3 نقاط قبل 5 جولات على نهاية البطولة ، على هامش مباراة لم يكن المعتدون معنيين بها ، ولم تكون الأوضاع أحسن داخل مدرجات الملعب ، التي شهدت أعمال شغب واعتداءات بالجملة باستعمال الحجارة و الأسلحة البيضاء .
هذه الحادثة جاءت بعد يومين فقط على فاجعة سقوط الطائرة العسكرية في بوفاريك ، التي استشهد فيها 275 جزائريا من أفراد الجيش من جميع أنحاء الوطن ، وأعقبتها هبّة شعبية تضامنية وحّدت الجزائريين على قلب رجل واحد ، وهو ما يطرح عدّة علامات استفهام حول ما حدث في قسنطينة..
حلقة حول الكراهية بعنوان "نتانة" من برنامج خواطر 3 لأحمد الشقيري
فهل كرة القدم سبب لحدوث مثل هذه الأمور التي يندى لها الجبين بين أفراد الشعب الواحد؟..
وهل يناصر الشاب الجزائري في قسنطينة وفي غيرها من مناطق الوطن ناديه بالضرب ووالقذف بالحجارة وإدخال الأسلحة البيضاء إلى مدرجات الملعب؟..
هل يعتبر المناصر الجزائري فوز فريقه بهذه الطرق سببا لافتخاره بأنه الفريق الأفضل ؟ أم أن الأفضلية يتمّ إثباتها بشرف على المستطيل الأخضر للملعب لا غير ؟..
ألا تتحوّل مناصرة الفرق الكروية في الجزائر إلى "قذارة" أسوأ من قذارة المياه التي أوقع المناصرون في قسنطينة مناصرا آخر فيها ، بطريقة وحشية وبلا رحمة ، وهو ما حدث قبل اليوم وفي أماكن أخرى كثيرة للأسف؟..
يؤسفني أن أقول إن الكرة الجزائرية سقطت بالفعل في قذارة التنافس غير الشريف وغير الرياضي ، وقذارة الكراهية ، وقذارة الجهوية المقيتة ، ويؤسفني أن أقول أننا وقعنا فيما حذرنا منه الرسول عليه الصلاة والسلام عندما حذّر من كل ما يفرّق بين المسلمين لأي سبب من الأسباب بقوله الخالد :"دعوها فإنها منتنة".
