أعلن عضو الهيئة الرئاسية لحزب جبهة القوى الاشتراكية، علي لعسكري، عن استقالته من الهيئة الرئاسية وكمنسق، داعيا إلى مؤتمر استثنائي لإنقاذ الحزب الذي دخل في دوامة منذ رحيل زعيمه حسين آيت احمد.
ويبدو أن الفراغ الكبير الذي خلفه غياب زعيم أكبر حزب معارض في الجزائر بعد موته لن ينجلي بسهولة ولا تزال تداعياته تهز كيان اقدم حزب معارض جبهة القوى الاشتراكية في كل مرة وتضرب مسيرته النضالية في العمق، بعد أن عجزت القيادة الحالية عن إعادة التوازن للأفافاس وملأ فراغ حسين ايت احمد، حيث لم ينم جبهة القوى الإإشتراكية منذ فترة تنحي “الزعيم” ولم يعرف الهدوء إليه سبيلا وبات يعيش وضعا غير عادي طبعته حملة إقالات واستقالات والصراعات الداخلية التي ادخلت حزب الدا حسين في دوامة هلهلت تموقعه السياسي وزادت من هشاشته، بعدما اهتز كيانه بسبب خسارة عدد من رموزه القوية واستبعاد اعمدته الصحيحة على خلفية الاستقالات أو الإقالات التي مست عديد الأسماء البارزة منها المحسوبة على الحرس القديم في الحزب، فضلا عن استقالة أسماء أخرى وازنة لم يرقها ما يحدث لـ “الأفافاس”.
وطالت الهيئة الرئاسية في الحزب بداية برشيد حاليت واستقالة الناب أحمد بطاطاش، الأمين الأول السابق وكذا عبد المالك بوشافة، وصولا إلى آخر منسحب من الحزب وهو علي العسكري منسق الهيئة الرئاسية لجبهة القوى الاشتراكية الذي رمى المنشفة وأعلن استقالته من الهيئة الرئاسية، في رسالة وجهها إلى أعضاء المجلس الوطني، أمس، ليرتفع عدد المستقيلين من الهيئة إلى 3 أعضاء.
وقال لعسكري في رسالته “أعلمكم بانسحابي واستقالتي كعضو في الهيئة الرئاسية وكمنسق بداية من اليوم”، مضيفا أن استقالته هذه “موجهة للمناضلين الذين انتخبوه في المؤتمر الخامس للحزب”. ودعا القيادي في حزب الدا حسين إلى عقد مؤتمر استثنائي بسبب تقلص أعضاء الهيئة الرئاسية. علما أن هذه الهيئة مشكلة من خمسة أعضاء وسبق أن انسحب منها رشيد حاليت وسعيدة إيشالامان، وقال علي العسكري “إن انسحابي من الهيئة الرئاسية يعني آليا تنظيم مؤتمر إستثنائي”، على اعتبار أن الهيئة الرئاسية للأفافاس بقيت مشكلة من عضوين فقط هما محند أمقران شريف وعزيز بالول. ودعا العسكري نتيجة لذلك إلى تطبيق المادة 48 من القانون الأساسي التي تنص على “استدعاء مؤتمر استثنائي في حالة تقلص عدد أعضاء الهيئة الرئاسية إلى أقل من 3 لانتخاب هيئة رئاسية جديدة.
واعتبر لعسكري إنتخاب هيئة رئاسية جديدة بمثابة “حل منقذ للحزب وكفيل بمنحه ديناميكية جديدة وأمل جديد للشعب”. ووعد علي لعسكري في الأخير أن يشرح دوافع استقالته في الدورة القادمة للمجلس الوطني المقررة يومي 16 و17 فيفري الجاري. وتوحي التطورات الأخيرة أن الافافاس المعروف بانضباط مناضليه وإطاراته، بات نسخة طبق الأصل لبقية الأحزاب الأخرى التي تنشط في الساحة السياسية وعرضة لهزات ارتدادية تضرب توازنه في كل مرة.
